
نظم مركز التطوير والتعليم المستمر في جامعة البصرة وبالتعاون مع جامعة البصرة للنفط والغاز ورشة عن ثقافة المنطق وعلاقتها بطبيعة العمل
والهدف من الورشة تعرف الافراد على اهمية ثقافة المنطق ودورها الكبير في خلق التوافق في مختلف البيئات
وتضمنت الورشة التي قدمتها التدريسية فاطمة هادي احمد ، التعريق بالمنطق ومعنى ثقافة المنطق والتعرف على دور ثقافة المنطق في خلق علاقات سوية متوافقة بين الافراد كما تضمنت الورشة شرح اهم نماذج ثقافة المنطق حيث تضمن النموذج الأول التوافق الفكريّ والتوافق الثقافيّ وفيه تكون العلاقة الإنسانيّة سلسةً مُتكاملةً نتيجةً للتكافؤ الذي يكون موجوداً بين الفردين.
أمّا النموذج الثاني فهو الاختلاف الفكريّ والتوافق الثقافيّ ففي هذه الحال يكون الشخصين على مستوىً واحدٍ من الثقافة والمعرفة، إلّا أنّ ما يحولُ بينهما هو الاختلاف الفكريّ وذلك نتيجةً للمُعتقداتِ التي يحملها كلاً منهما، وفي هذه الحال قد يودِي بهما للوصولِ إلى طريقٍ مسدودٍ؛ خاصةً إذا أصرَّ كلٌ منهما على التمسُّكِ بأفكارهِ ومبادئهِ ورفض التخلّي عن شيءٍ منها في سبيلِ الطرفِ الاخر.
كثيرٌ من الناس يتغاضونَ عن هذا السبب -الثقافة- ويقصوهُ في العلاقة -مهما كان نوعها- كأنْ لا قيمةَ له فيها ولا تأثيرَ على هؤلاء الأشخاص، فالمستوى الثقافيّ عادةً ما يُحدّد الوتيرة التي ستسيرُ عليها طبيعةُ العلاقةِ فيما بعد، فإذا وُجِدَ هذا التكافؤ أو التناسب والتوافق الثقافيّ بين شخصين صارَ من السهل عليهما الاستمرارُ في هذه العلاقةِ وتطويرِها بناءً على ما يتوافق وأفكارهم ومعتقداتهم، أمّا في حال كان أحد الشخصين أكثر ثقافةً وأوسعُ معرفةً فهنا تبدأ المشكلة إذْ يقود هذا إلى فجوةٍ تؤدي إلى فقدِ حلقةٍ أساسيّة في طبيعة العلاقة وهي التفاهم أو التوافق.
إنّ التطور الثقافيّ والمعرفيّ الذي حصل في الألفيّة الأخيرة جعل الثقافةَ ركناً أساسيّاً لا يُمكن تجاهله في العلاقات الإنسانية، أضفْ إلى ذلك التطور التكنولوجيّ الذي سهّل علينا سُبل الحصول على المعرفةِ، وهذا بحدِّ ذاتِهِ يجعلنا نقفُ أمام سؤال حَرِج –نوعا ما- وهو هل يُمكن أنْ تقفَ المعرفة عائقاً أمام العلاقات الإنسانيّة والاجتماعيّة؟
الإجابةُ بكل بساطةٍ ووضوح، أجل، فطالما أنّ هناك فرقاً ثقافياً بين الأشخاص فإنّ هذا يجعل العلاقة في حالة تأرحجٍ دائمٍ، ويضعها على المحكّ. ومن هنا ينبغي علينا إيلاءَ هذا الجانبِ كثيراً من الإهتمام ووضعهِ في عين الإعتبار في حال قرّرنا دخول علاقةٍ جديدة.
وفي النهاية كانت التوصية بضرورة أهمية تعزيز ثقافة المنطق في المجتمع من خلال دور المؤسسة الجامعية في عقد الورش والندوات التي تتحدث حول اهمية ثقافة المنطق